الخميس، 13 يناير 2011

4 - مدخــــل لدراســـة " المعتقــــد الصحيـــح "




ثالثًــا : الإيمـــان بالكتـــب
===================
مـن أركـان الإيمـان السـتة ، أن نؤمـن بالكتـب التـي أنزلهـا الله علـى أنبيائـه ورسـله .

·تعريــف :
الكتـب جمـع كتـاب . والكتـاب هـو مـا حـوى كلامـًا مفيـدًا ، ذا أغـراض متعـددة .
والكتـب التـي يجـب الإيمـان بهـا : هـي الصحـف التـي حـوت كـلام الله عـز وجـل ، الـذي أوحـاه إلـى رسـله عليهـم السـلام فكونـت كتبـًا ، أو بقيـت صحفـًا لـم تجمـع ، ولـم يتكـون منهـا كتـاب خـاص .
فالصحـف : كصحـف " إبراهيـم " ، " وموسـى " عليهمـا السـلام .
والكتـب : كالتـوراة ، والزبـور ، والإنجيـل ، والقـرآن العظيـم .

*   حقيقـة الإيمــان بالكتــب :
====================
إن معنـى الإيمـان بالكتـب الإلهيـة الـذي هـو جـزء مـن معتقـد المؤمـن :
التصديـق الجـازم بمـا أوحـى الله تعالـى مـن كلامـه " إلـى مـن اصطفـى مـن رسـله عليهـم السـلام " ، فجُمـع ودُوِّنَ ، فكـان " صحفـًا مطهـرة " و " كتبـًا قيمـة " فمـا عُـرف منهـا آمـن بـه المؤمـن تفصيـلاً ، ومـا لـم يعـرف آمـن بـه إجمـالاً .

*      مـا هـي الكتـب ومـا أسـمائها ؟
مـن هـذه الكتـب مـا سـماه الله فـي القـرآن الكريـم ، ومنهـا مـا لـم يسـم ، ولا مصـدر لمعرفـة الكتـب سـوى القـرآن الكريـم ، والـذي أخبرنـا بـه عـز وجـل منهـا :

1 ـ التـوراة :
التـي نزلـت علـى " مـوسى " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :
{ إِنَّـا أَنزَلْنَـا التَّـوْرَاةَ فِيهَـا هُـدًى وَنُـورٌ يَحْكُـمُ بِهَـا النَّبِيُّـونَ الَّذِيـنَ أَسْـلَمُواْ لِلَّذِيـنَ هَـادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّـونَ وَالأَحْبَـارُ بِمَـا اسْـتُحْفِظُواْ مِـن كِتَـابِ اللّهِ وَكَانُـواْ عَلَيْـهِ شُـهَدَاء ... } .
                                                                                                                        سورة المائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيـــل :
 الـذي نـزل علـى " عيـسى " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :  
{ وَقَفَّيْنَـا عَلَـى آثَارِهِـم بِعَيسَـى ابْـنِ مَرْيَـمَ مُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَآتَيْنَـاهُ الإِنجِيـلَ فِيـهِ هُـدًى وَنُـورٌ وَمُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَهُـدًى وَمَوْعِظَـةً لِّلْمُتَّقِيـنَ } .                                                          سورة المائدة / آية : 46 .

3 ـ الزبــور :
الـذي أنـزل علـى " داود " ـ عليه السلام ـ . حيـث قـال تعالـى :
{ ... وَآتَيْنَـا دَاوُودَ زَبُـوراً } .                                                 سورة الإسراء / آية : 55 .

4 ـ الصحــف :
التـى أنزلهـا الله علـى " إبراهيـم " و " موسـى " . حيـث قـال تعالـى :
{ أَمْ لَـمْ يُنَبَّـأْ بِمَـا فِـي صُحُـفِ مُوسَـى * وَإِبْرَاهِيـمَ الّـَذِي وَفَّـى } .
                                                                                      سورة النجم / آية : 36 ، 37 .  
وقـال تعالـى : { إِنَّ هَـذَا لَفِـي الصُّحُـفِ الأُولَـى * صُحُـفِ إِبْرَاهِيـمَ وَمُوسَـى } .
                                                                                   سورة الأعلى / آية : 18 ، 19 .
                                                                                                        
وأمـا الكتـب الأخـرى التـي نزلـت علـى سـائر الرسـل ، فلـم يخبرنـا الله سـبحانه عـن أسـمائها ، وإنمـا أخبرنـا سـبحانه أن لكـل نبـي أرسـله الله ، رسـالة بلغهـا قومـه .
فقـال تعالـى : { كَـانَ النَّـاسُ أُمَّـةً وَاحِـدَةً فَبَعَـثَ اللّهُ النَّبِيِّيـنَ مُبَشِّـرِينَ وَمُنذِرِيـنَ وَأَنـزَلَ مَعَهُـمُ الْكِتَـابَ بِالْحَـقِّ لِيَحْكُـمَ بَيْـنَ النَّـاسِ فِيمَـا اخْتَلَفُـواْ فِيـهِ ... } .
                                                                             سورة البقرة / آية : 213 .    
ـ فيجـب علينـا أن نؤمـن بهـذه الكتـب التـى لـم تسـم إجمـالاً ، ولا يجـوز لنـا أن ننسـب كتابـًا إلـى الله تعالـى سـوى ما نسـبه إلـى نفسـه مما أخبرنـا عنـه فـي القـرآن الكريـم .

ـ كمـا يجــب أن نؤمـن بـأن هـذه الكتـب نزلـت بالحـق والنـور والهـدى ، وتوحيـد الله
سـبحانه فـي ربوبيتـه وألوهيتـه وأسـمائه وصفاتـه ، وأن مـا نسـب إليهـا ممـا يخالـف ذلـك ، إنمـا هـو تحريـف البشـر وصنعهـم .
  قـال تعالـى : { إِنَّـا أَنزَلْنَـا التَّـوْرَاةَ فِيهَـا هُـدًى وَنُـورٌ ... } .            سورة المائدة / آية : 44 .
  وقـال تعالـى عـن الإنجيـل : { وَقَفَّيْنَـا عَلَـى آثَارِهِـم بِعَيسَـى ابْـنِ مَرْيَـمَ مُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَآتَيْنَـاهُ الإِنجِيـلَ فِيـهِ هُـدًى وَنُـورٌ وَمُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ التَّـوْرَاةِ وَهُـدًى وَمَوْعِظَـةً لِّلْمُتَّقِيـنَ } . 
                                      سورة المائدة / آية : 46 .

 ـ ويجـب علينـا أن نؤمـن بـأن القـرآن العظيـم هـو آخـر كتـاب نـزل مـن عنـد الله تعالـى ، وأن الله عـز وجـل قـد خصـه بمزايـا تميـز بهـا عـن جميـع مـا تقدمـه مـن الكتـب المنزلـة مـن أهمهـا :
1ـ أنـه تضمـن خلاصـة التعاليـم الإلهيـة ، وجـاء مؤيـدًا ومصدقـًا لمـا جـاء فـي الكتـب السـابقة مـن توحيـد اللـه وعبادتـه ووجـوب طاعتـه .
وجمـع كـل مـا كـان متفرقـًا فـي تلـك الكتـب مـن الحسـنات والفضائـل . وجـاء مهيمنـًا ورقيبـًا ، يقـر مـا فيهـا مـن حـق ، ويبيـن مـا دخـل عليهـا مـن تحريـف وتغييـر .
قـال تعالـى : { وَأَنزَلْنَـا إِلَيْـكَ الْكِتَـابَ بِالْحَـقِّ مُصَدِّقـاً لِّمَـا بَيْـنَ يَدَيْـهِ مِـنَ الْكِتَـابِ وَمُهَيْمِنـاً عَلَيْـهِ ... } .                                                                   سورة المائدة / آية : 48 .
وإنـه جـاء بشـريعة عامـة للبشـر فيهـا كـل مـا يلزمهـم لسـعادتهم فـي الداريـن ، نسـخ بهـا جميـع الشـرائع العمليـة الخاصـة بالأقـوام السـابقة ، وأثبـت فيهـا الأحكـام النهائيـة الخالـدة لكـل زمـان ومكـان .

2 ـ إن القـرآن هـو الكتـاب الربانـي الوحيـد الـذي تعهـد الله حفظـه .
قـال تعالـى : { إِنَّـا نَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ } .   سورة الحجر / آية : 9 .

3 ـ القـرآن أنزلـه الله على رسـوله محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للنـاس كافـة ، وليـس خاصًـا بقـوم معينيـن كمـا كانـت تنـزل الكتـب السـابقة .
فكـان حفظـه مـن التحريـف وصيانتـة مـن عبـث النـاس ، ليبقـى مـا فيـه حجـة الله علـى النـاس قائمـة حتـى يـرث الله الأرض ومـن عليهـا .
وأمـا الكتـب الأخـرى فقـد وجـه الكـلام فـي كـل واحـد منهـا إلـى أمـة خاصـة دون سـائر الأمـم .
وهـي وإن اتفقـت فـي أصـل الديـن ، إلا أن مـا نـزل فيهـا مـن الشـرائع والأحكـام كـان خاصـًا بأزمنـة معينـة وأقـوام معينيـن .
قـال تعالـى : { ... لِكُـلٍّ جَعَلْنَـا مِنكُـمْ شِـرْعَةً وَمِنْهَاجـاً ... } .   سورة المائدة / آية : 48 .          
لذلـك لـم يتعهـد الله سـبحانه بحفـظ أي منهـا علـى مـدى الأزمـان كمـا هـو الحـال بالنسـبة للقـرآن .
بـل أخبـر عـز وجـل فـي آخـر كتبـه ( القـرآن ) عـن التحريـف الـذي وقـع علـى تلـك الكتـب .

* فعـن التحريـف والتغييـر الـذي أدخلـه اليهـود علـى التـوراة ، قـال تعالـى :
{ أَفَتَطْمَعُـونَ أَن يُؤْمِنُـواْ لَكُـمْ وَقَـدْ كَـانَ فَرِيـقٌ مِّنْهُـمْ يَسْـمَعُونَ كَـلاَمَ اللّهِ ثُـمَّ يُحَرِّفُونَـهُ مِـن بَعْـدِ مَـا عَقَلُـوهُ وَهُـمْ يَعْلَمُـونَ } .                                           سورة البقرة / آية : 75 .
وقـال أيضـًا : { مِّـنَ الَّذِيـنَ هَـادُواْ يُحَرِّفُـونَ الْكَلِـمَ عَـن مَّوَاضِعِـهِ ... } .                                 
                                                                                             سورة النساء / آية : 46 .
* وأمـا عـن التحريـف الـذي أدخلـه النصـارى علـى الإنجيـل ، قـال تعالـى :
{ وَمِـنَ الَّذِيـنَ قَالُـواْ إِنَّـا نَصَـارَى أَخَذْنَـا مِيثَاقَهُـمْ فَنَسُـواْ حَظّـاً مِّمَّـا ذُكِّـرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُـمُ الْعَـدَاوَةَ وَالْبَغْضَـاء إِلَـى يَـوْمِ الْقِيَامَـةِ وَسَـوْفَ يُنَبِّئُهُـمُ اللّهُ بِمَـا كَانُـواْ يَصْنَعُـونَ * يَـا أَهْـلَ الْكِتَـابِ قَـدْ جَاءكُـمْ رَسُـولُنَا يُبَيِّـنُ لَكُـمْ كَثِيـراً مِّمَّـا كُنتُـمْ تُخْفُـونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُـو عَـن كَثِيـرٍ قَـدْ جَاءكُـم مِّـنَ اللّهِ نُـورٌ وَكِتَـابٌ مُّبِيـنٌ } .    سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .

*  والحـق الـذي لا يمـاري فيـه منصـف أنـه لا يوجـد اليـوم علـى ظهـر الأرض كتـاب تصلـح نسـبته إلـى الخالـق تبـارك وتعالـى سـوى " القـرآن الكريـم " .

ـ فالكتـب التـى نزلـت قبـل القـرآن ، قـد ضاعـت نسـخها الأصليـة ، ولـم يبـق فـي أيـدي النـاس إلا تراجمهـا .
أمـا القـرآن فإنـه لا يـزال محفوظـًا بسـوره وآياتـه وكلماتـه وحركاتـه ، كما تـلاه جبريـل
ـ عليه السلام ـ علـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكمـا تـلاه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى صحابتـه ـ رضوان الله عليهم ـ .

ـ والكتـب قـد اختلـط فيهـا كـلام الله بكـلام النـاس مـن تفسـير وتاريـخ وسـير الأنبيـاء وتلاميذهـم ، واسـتنباطات الفقهـاء ، فـلا يعـرف فيهـا كـلام الله مـن كـلام البشـر .
أمـا " القـرآن " فهـو جميعـه كـلام الله تعالـى ، ولـم يختلـط بـه غيـره مـن حديـث الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو أقـوال الصحابـة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهـم .

ـ والكتـب ليـس منهـا كتـاب تصـح نسـبته إلـى الرسـول الـذي ينسـب إليـه ، فليـس لأي منهـا سـند تاريخـي موثـوق .
فالأسـفار الموجـودة ضمـن مـا يسـمى بالعهـد القديـم ، ويطلـق عليـه التـوراة ، إنمـا دُونـت بعـد موسـى ـ عليه السلام ـ بقـرون عديـدة .
وأمـا القـرآن العظيـم فهـو الكتـاب الوحيـد الـذي ثبتـت نسـبته بصـورة قطعيـة إلـى الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
*  ومـن الأدلـة علـى وقـوع التحريـف فـي تلـك الكتـب تعـدد نسـخها واختلافهـا فيمـا نقلتـه مـن الأقـوال والآراء .

وورد فـي العقائـد الإسـلامية / سـيد سـابق / ص :  16 :
ويكفـي لصحـة التدليـل علـى التحريـف فـي الأناجيـل المتداولـة بأيـدي النصـارى الآن أنهـا أربعـة اختيـرت مـن نحـو سـبعين إنجيـلاً .
ومـن القرائـن القاطعـة علـى وقـوع التحريـف فـي هـذه الكتـب مـا تضمنتـه مـن العقائـد الفاسـدة والتصـورات الباطلـة عـن الخالـق سـبحانه ، وعـن رسـله الكـرام عليهـم السـلام .

* فنجـد فيهـا تشـبيه الخالـق بالإنسـان ، وأنـه ينجـب .
قـال تعالـى : { وَقَالَـتِ الْيَهُـودُ عُزَيْـرٌ ابْـنُ اللّهِ وَقَالَـتْ النَّصَـارَى الْمَسِـيحُ ابْـنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُـم بِأَفْوَاهِهِـمْ يُضَاهِـؤُونَ قَـوْلَ الَّذِيـنَ كَفَـرُواْ مِـن قَبْـلُ قَاتَلَهُـمُ اللّهُ أَنَّـى يُؤْفَكُـونَ } .
                                  سورة التوبة / آية : 30 .
* ونجـد فيهـم القـدح بالأنبيـاء .
فقـد ادعـوا فـي كتبهـم أن " إبراهيـم " ـ عليه السلام ـ كـذاب ، وأن " لوطـًا " زنـا بابنتـه ، وأن " هـارون " دعـا الإسـرائيليين إلـى عبـادة العجـل ، وأن " داود " زنـا ، وأن " سـليمان " عبـد الأصنـام إرضـاءً لزوجتـه .

فهـل ثـم دليـل علـى التحريـف أقـوى مـن هـذا  ؟ ! . 



*   *   *   *   *

رابعًــا : الإيمـــان بالرســـل
 =====================
الإيمـان بالأنبيـاء والرسـل هـو الركـن الرابـع مـن أركـان الإيمـان .

ومعنـاه : الإيمـان بمـن سـمى الله تعالـى فـي كتابـه مـن رسـله وأنبيـائه ، والإيمـان بـأن الله عـز وجـل أرسـل رسـلاً سـواهـم ، وأنبيـاء لا يعلـم عددهـم وأسـماءهم إلا الله تعالـى الـذي أرسـلهم .

قـال جـل وعـلا :
{ وَلَقَـدْ أَرْسَـلْنَا رُسُـلاً مِّـن قَبْلِـكَ مِنْهُـم مَّـن قَصَصْنَـا عَلَيْـكَ وَمِنْهُـم مَّـن لَّـمْ نَقْصُـصْ عَلَيْـكَ ... } .                                                                                        سورة غافر / آية : 78 .
وقـال تعالـى : { ... وَإِن مِّـنْ أُمَّـةٍ إِلاَّ خـلاَ فِيهَـا نَذِيـرٌ } .                     سورة فاطر / آية : 24 .
                                                                               كتاب : الإيمان / ص : 46 .    

*   الفـرق بيـن النبــي والرســول :
النبـي : ذَكَـر مـن بنـي آدم أوحـى الله تعالـى إليـه بأمـر .
فـإن أُمـر بتبليغـه إلـى النـاس فهـو نبـي ورسـول .
وإن لـم يؤمـر بتبليغـه فهـو نبـي غيـر رسـول .                                                              
وعليـه فكـل رسـول نبـي ، وليـس كـل نبـي رسـولاً .

* ومثـال النبـي فقـط : يوشـع بـن نـون صاحـب موسـى وفتـاه ـ عليهما السلام ـ ، فقـد نبـأه الله تعالـى ، وخلـف مـوسى وهـارون فـي بنـي إسـرائيل ، وهـو الـذي غـزا بيـت المقـدس وفتحهـا الله عليـه .
* ومثـال النبـي الرسـول : محمـد بـن عبـد الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
                                                                             عقيدة المؤمن / ص : 209 .

*    الأنبيــاء والرسـل المذكـورون فـي القــرآن :
  ================================
المذكـورون فـي القـرآن الكريـم مـن الأنبيـاء والرسـل خمسـة وعشـرون ، وهـم :
آدم ، ونـوح ، وإدريـس ، وصالـح ، وإبراهيـم ، وهـود ، ولـوط ، ويونـس ، وإسـماعيل ، وإسـحاق ، ويعقوب ، ويوسـف ، وأيـوب ، وشـعيب ، وموسى ، وهـارون ، واليسـع ، وذا الكفـل ، وداود ، وزكريـا ، وسـليمان ، وإليـاس ، ويحيـى ، وعيسـى ، ومحمـد صلوات الله وسلامه عليهـم أجمعيـن .

وقـد ورد ذكـر ثمانيـة عشـر منهـم فـي قولـه تعالـى :
{ وَتِلْـكَ حُجَّتُنَـا آتَيْنَاهَـا إِبْرَاهِيـمَ عَلَـى قَوْمِـهِ نَرْفَـعُ دَرَجَـاتٍ مَّـن نَّشَـاء إِنَّ رَبَّـكَ حَكِيـمٌ عَلِيـمٌ * وَوَهَبْنَـا لَـهُ إِسْـحَاقَ وَيَعْقُـوبَ كُـلاًّ هَدَيْنَـا وَنُوحـاً هَدَيْنَـا مِـن قَبْـلُ وَمِـن ذُرِّيَّتِـهِ دَاوُودَ وَسُـلَيْمَانَ وَأَيُّـوبَ وَيُوسُـفَ وَمُوسَـى وَهَـارُونَ وَكَذَلِـكَ نَجْـزِي الْمُحْسِـنِينَ * وَزَكَرِيَّـا وَيَحْيَـى وَعِيسَـى وَإِلْيَـاسَ كُـلٌّ مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ * وَإِسْـمَاعِيلَ وَالْيَسَـعَ وَيُونُـسَ وَلُوطـاً وَكُـلاًّ فضَّلْنَـا عَلَـى الْعَالَمِيـنَ } .                                              سورة الأنعام / آية : 83 ـ 86 .

وورد ذكـر الآخريـن فـي مواضـع مـن القـرآن .
قـال تعالـى : { وَإِلَـى عَـادٍ أَخَاهُـمْ هُـوداً ... } .       سورة هود / آية : 50 ،  سورة الأعراف / آية : 65 .
وقـال تعالـى : { وَإِلَـى ثَمُـودَ أَخَاهُـمْ صَالِحـاً ... } .   سورة هود / آية : 61 ،  سورة الأعراف / آية : 73 .
وقـال تعالـى : { وَإِلَـى مَدْيَـنَ أَخَاهُـمْ شُـعَيْباً ... } .    سورة الأعراف / آية : 85 ، سورة هود / آية : 84 .
وقـال تعالـى : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَـى آدَمَ وَنُوحـاً ... } .                               سورة آل عمران / آية : 33 .
وقـال تعالـى : { وَإِسْـمَاعِيلَ وَإِدْرِيـسَ وَذَا الْكِفْـلِ كُـلٌّ مِّـنَ الصَّابِرِيـنَ } .
                                                                                          سورة الأنبياء / آية : 85 .  
وقـال تعالـى : { مُّحَمَّـدٌ رَّسُـولُ اللَّهِ وَالَّذِيـنَ مَعَـهُ أَشِـدَّاء عَلَـى الْكُفَّـارِ رُحَمَـاء بَيْنَهُـمْ ... } .                                                                        سورة الفتح / آية : 29 .

فهـؤلاء الرسـل والأنبيـاء يجـب الإيمـان برسـالتهم ونبوتهـم تفصيـلاً ، بمعنـى أن الإنسـان لـو عـرض عليـه واحـد منهـم لـم ينكـر نبوتـه ، ولا رسـالته إن كـان رسـولاً ، فمـن أنكـر نبـوة واحـد منهـم ، أو أنكـر رسـالة مـن بُعـث منهـم برسـالة كَفَـرَ .
وأمـا الأنبيـاء والرسـل الذيـن لـم يقصصهـم القـرآن علينـا ، فقـد أمرنـا أن نؤمـن بهـم إجمـالاً .
وليـس لنـا أن نقـول برسـالة أحـد مـن البشـر أو نبوتـه مـا دام القـرآن لـم يذكـره فـي عـداد الأنبيـاء والرسـل ، ولـم يخبرنـا بـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .                                                
                                                                                     الإيمان / ص : 47 .

*   أولـو العــزم مـن الرســل :
========================
أولـو العـزم مـن الرسـل ، كمـا ذكـر كثيـر مـن العلمـاء ، خمسـة هـم :
محمـد صلـى الله عليه وعلـى آله وسـلم ، وإبراهيـم ، وموسـى ، ونـوح ، وعيسـى عليهـم الصـلاة والسـلام .

معنـى أولـو العـزم : أصـل العـزم فـي الأمـر : الجـد والاجتهـاد فيـه .
قـال تعالـى : { فَاصْبِـرْ كَمَـا صَبَـرَ أُوْلُـوا الْعَـزْمِ مِـنَ الرُّسُـلِ ... } .                                 
                                                                                         سورة الأحقاف / آية : 35 .
وجـاء فـي القـرآن بيـان عددهـم وأسـمائهم معـًا .
قـال تعالـى : { وَإِذْ أَخَذْنَـا مِـنَ النَّبِيِّيـنَ مِيثَاقَهُـمْ وَمِنـكَ وَمِـن نُّـوحٍ وَإِبْرَاهِيـمَ وَمُوسَـى وَعِيسَـى ابْـنِ مَرْيَـمَ  ... } .                                                         سورة الأحزاب / آية : 7 .
  
 
§  يجـب علينـا أن نؤمـن بـأن الله بعـث رسـله إلـى الخلـق لتبشـيرهم وإنذارهـم .
تبشـيرهم برضـوان الله وثوابـه وجنتـه ، إنْ آمنـوا بـه سـبحانه وبرسـله وأطاعـوه .
وإنذارهـم مـن غضـب الله إن كفـروا وعصـوا .
قـال عـز وجـل : { وَمَـا نُرْسِـلُ الْمُرْسَـلِينَ إِلاَّ مُبَشِّـرِينَ وَمُنذِرِيـنَ فَمَـنْ آمَـنَ وَأَصْلَـحَ فَلاَ خَـوْفٌ عَلَيْهِـمْ وَلاَ هُـمْ يَحْزَنُـونَ * وَالَّذِيـنَ كَذَّبـُواْ بِآيَاتِنَـا يَمَسُّـهُمُ الْعَـذَابُ بِمَا كَانُـواْ يَفْسُـقُونَ } .                                                         سورة الأنعام / آية : 48 ، 49 .  

§  ويجـب علينـا أن نؤمـن بأن جميـع هـؤلاء الرسـل بعثهـم الله لتحقيـق غـرض أساسـي                                                                            وهـو " عبـادة الله " عـز وجـل ، وتوحيـده .
قـال تعالــى : { وَمَـا أَرْسَـلْنَا مِـن قَبْلِــكَ مِـن رَّسُــولٍ إِلاَّ نُوحِــي إِلَيْـهِ أَنَّـهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَـا
 فَاعْبُـدُونِ } .                                                                سورة الأنبياء / آية : 25 .

§  كمـا يجـب أن نؤمـن بـأن رسـل الله جميعـًا كانـوا رجـالاً مـن البشـر .
قـال تعالـى : { وَمَـا أَرْسَـلْنَا قَبْلَـكَ إِلاَّ رِجَـالاً نُّوحِـي إِلَيْهِـمْ ... } .     سورة الأنبياء / آية : 7 .

§ ويجـب أن نؤمـن أن الله سـبحانه لـم يخصهـم بطبائـع أخـرى غيـر الطبائـع البشـرية ، وإنمـا اختارهـم الله سـبحانـه مـن الرجـال الذيـن يأكلـون ويشـربون ، ويمشـون فـي الأسـواق ، وينامـون ، ويجلسـون ويضحكـون ، ولهـم أزواج وذريـة ، ويتعرضـون للأذى ، وتمتـد إليهـم أيـدي الظلمـة ، وينالهـم الاضطهـاد ، وأنهـم يموتـون ، وقـد يقتلـون بغيـر حـق ، وأنهـم يتألمـون ويصيبهـم المـرض وسـائر الأعـراض البشـرية التـي لا تـؤدي إلـى نقـص فـي مراتبهـم العليـة بيـن الخلـق .

وقـد دل علـى ذلـك كثيـر مـن النصـوص منهـا :
قولـه تعالـى : { وَمَـا مُحَمَّـدٌ إِلاَّ رَسُـولٌ قَـدْ خَلَـتْ مِـن قَبْلِـهِ الرُّسُـلُ أَفَـإِن مَّـاتَ أَوْ قُتِـلَ انقَلَبْتُـمْ عَلَـى أَعْقَابِكُـمْ وَمَـن يَنقَلِـبْ عَلَـىَ عَقِبَيْـهِ فَلَـن يَضُـرَّ اللّهَ شَـيْئاً وَسَـيَجْزِي اللّهُ الشَّـاكِرِينَ } .                                                                                     سورة آل عمران / آية :144 .
وقولـه تعالـى : { وَمـا أَرْسَـلْنَا قَبْلَـكَ مِـنَ الْمُرْسَـلِينَ إِلاَّ إِنَّهُـمْ لَيَأْكُلُـونَ الطَّعَـامَ وَيَمْشُـونَ فِـي الأَسْـوَاقِ ... } .                                                                                        سورة الفرقان / آية : 20 .

وقولـه تعالـى : { وَلَقَـدْ أَرْسَـلْنَا رُسُـلاً مِّـن قَبْلِـكَ وَجَعَلْنَـا لَهُـمْ أَزْوَاجـاً وَذُرِّيَّـةً ... } .
سورة الرعد / آية : 38 .                                                                                                                            

وكـان صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم يمـرض ويتألـم ، وكـان يصيبـه الحـر والبـرد والجـوع والعطـش والغضـب والتعـب ..... .
§    يجـب أن نؤمـن بأن الله أيدهـم بالمعجـزات الباهـرات ، والآيـات الظاهـرات ، الدالـة علـى صدقهـم فيمـا
علـى صدقهـم فيمـا جـاءوا بـه مـن عنـد ربهـم تبـارك وتعالـى .

والمعجـزات هـي : مـا يجريـه الله علـى أيـدي رسـله وأنبيائـه مـن خـوارق العـادات التـى
يتحـدُّون بهـا العبـاد .
فنؤمـن بكـل مـا ذكـر فـي القـرآن الكريـم منهـا ، وبمـا وردت فيـه الأحاديـث الصحيحـة عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . 

§  يجـب أن نؤمـن بـأن الله فضـل بعـض الرسـل علـى بعـض .
لقولـه تعالـى : { تِلْـكَ الرُّسُـلُ فَضَّلْنَـا بَعْضَهُـمْ عَلَـى بَعْـضٍ مِّنْهُـم مَّـن كَلَّـمَ اللّهُ وَرَفَـعَ بَعْضَهُـمْ دَرَجَـاتٍ ... } .                                                          سورة البقرة / آية : 253 .

نؤمـن بـأن أفضلهـم وأفضـل البشــر علـى الإطـلاق نبينـا محمـد بـن عبـد الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

* فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أنـا سـيد ولـد آدم يــوم القيامــة ، وأول مـن ينشــق عنـه القبــر ، وأول شـافع  وأول مشـفع " .            
                     رواه مسلم / ج : 4 . ذكره الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه : الشفاعة / ص : 34 .

§  ويجـب أن نؤمـن أن رسـولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هـو خاتـم الأنبيـاء .
 لقولـه تعالـى : { ... وَلَكِـن رَّسُـولَ اللَّهِ وَخَاتَـمَ النَّبِيِّيـنَ ... } .                                                                سورة الأحزاب / آية : 40 .                                                                                                                                                                                                                                                        
وقـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " مثلـي ومثـل الأنبيـاء كمثـل رجـل بنـى بنيانـًا فأحسـنه وأجملـه إلا موضـع لبنـة مـن زاويـة من زوايـاه ، فجعـل النـاس يطوفـون بـه ، ويعجبـون لـه ، ويقولـون : هـلا وضعـت هـذه اللبِنَـة ، قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : فأنـا اللبنـة وأنـا خاتـم النبييـن " .                                                        متفق عليه .                                 واللفظ لمسلم .
§    ويجـب أن نؤمـن بتجريـد متابعـة الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
قـال تعالـى : { قُـلْ إِن كُنتُـمْ تُحِبُّـونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِـي يُحْبِبْكُـمُ اللّهُ ... } .
                                                                                      سورة آل عمران / آية : 31 .
وقـال تعالـى : { فَـلاَ وَرَبِّـكَ لاَ يُؤْمِنُـونَ حَتَّـىَ يُحَكِّمُـوكَ فِيمَـا شَـجَرَ بَيْنَهُـمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِـهِمْ حَرَجـاً مِّمَّـا قَضَيْـتَ وَيُسَـلِّمُواْ تَسْـلِيماً } .
                                              سورة النساء / آية : 65 .
  
§   يجـب أن نؤمـن بأنـه صلـوات الله وسـلامه عليـه مبعـوث للنـاس جميعـًا .
قـال تعالـى : { وَمَـا أَرْسَـلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّـةً لِّلنَّـاسِ بَشِـيراً وَنَذِيـراً ... } .
                                                                                             سورة سبأ / آية : 28   

***************


فهــرس الجــزء الأول
الموضـوع                                                                رقم الصفحـة
تمهيـد                                                                                        1
مفاهيـم خاطئـة :                                                                            7
        1 ـ اعتقـاد ... بـأن الأمـر بمـا وقـر فـي القلـب .                            7
        2 ـ تقسـيم الديـن إلـى قشـر ولبـاب .                                          8
        3 ـ إحـداث عبـادات .                                                              10
        4 ـ الخلـط بيـن التصـديق ومجـرد المعرفـة .                                  13
مـا الفـرق بيـن : التوحيـد ، العقيـدة ، الإيمـان ؟ .                                     16
مـن لـوازم التوحيـد : الـولاء و البـراء .                                                19
أنـواع التوحيـد :                                                                            24
        أولاً : توحيـد الربوبيـة .                                                            24
        ثانيـًا : توحيـد الألوهيـة .                                                          27
        ثالثـًا : توحيـد الأسـماء والصفـات .                                               28
الإيمـان و أركانـه                                                                            34
شـرح أركـان الإيمـان :                                                                     35
        أولاً : الإيمـان بالله .                                                                                  35
        ثانيـًا : الإيمـان بالملائكـة .                                                         36
                 أولاً : علاقـة الملائكـة بالكـون .                                           41
                 ثانيـًا : علاقـة الملائكـة بالإنسـان .                                       47
                بعـض صفـات الملائكـة .                                                   50
                أثـر الإيمـان بالملائكـة .                                                    54
                الإيمـان بالجـن .                                                             56
                وسـائل الاحتـراز مـن الشـياطين .                                         58
                الرقيـة وطـرد الشـيطان .                                                  66
        ثالثـًا : الإيمـان بالكتـب .                                                            69
        رابعـًا : الإيمـان بالرسـل .                                                          75
الفهـرس                                                                                               81
وإلـى الملتقـى إن شـاء الله تعالـى فـي الجـزء الثانـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيح نفحات شهر الله المحرم

    بسم الله الرحمن الرحيم هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند رؤية هلال كل شهر قال الإمام الح...