السبت، 20 نوفمبر 2010

السُّبْحَة





السُّـبْحَة


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمــــة

=======

إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله .

{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ } .

سورة آل عمران / آية : 102 .

{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } .

سورة النساء / آية : 1 .

{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً } .

سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .

أمــا بعـــد :

فـإن أصـدق الحديـث كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هـدي محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـور محدثاتهـا ، وكـل محدثـةِِ بدعـة ، وكـل بدعـةٍ ضلالـة ، وكـل ضلالـة فـي النـار .

وبعــد :

هـذه كلمـات قليلـة أُريـدَ بهـا الحـض علـى اتبـاع الهَـدْي ، وإلقـاء الضـوء علـى عبـادة محببـة إلـى النفـوس ، وهـي ذكـرُ الله ، ولحرصنـا علـى قبولهـا ، أردنـا البحــث عـن هـدي رسـولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

فشـروط قبـول أي عبـادة :

1 ـ أن تكـون هـذه العبـادة " خالصـة لله " ، ليـس بهـا أي شـائبة شـرك .

2 ـ أن تكـون هـذه العبـادة " صوابـًا " ، أي صحيحـة علـى السـنة .

ولقـد اطلعنـا علـى آراء بعـض العلمـاء فـي عـد الذكـر بالسـبحة ومنهـم :

-2-

الشـيخ الفاضـل المحـدث " محمـد ناصــر الديـن الألبانـي " ـ رحمه الله ـ ....... فـي " السـلسلـة الصحيحـة " .

الشـيخ الفاضـل " بكـر بـن عبـد الله أبـو زيـد " ....... فـي كتابـه : " تصحيـح الدعـاء " .

وكثيـر غيرهـم 0 كلهـم قالـوا بعـدم مشـروعية عـد الذكـر بالسـبحة .

وقـال علمـاء آخـرون بالـرأي المخالـف ..... ولكننـا نـدور مـع الدليـل ، ونسـأل الله البصيــرة والاتبـاع .

فهـذا بُحَيــث فـي أدلـة عــدم مشـروعية عـد الذكــر بالسـبحة ، وعـرض الشـبهات فـي ذلـك والـرد عليهـا .

والله أرجـو التوفيـق وإصابـة الخيـر .

****************

-3-

حكــــم عــــدّ الذكــر بالسُّــبْحَة

========================

اسـتقرت الســنة علـى عقــد الذكــر العـدديِّ بالأنامــل .

ثــم حصــل التحويـل إلـى وسـيلة أخـرى لعـد الأذكـار فـي مراحــل ثـلاث :

المرحلــة الأولــى : عَـدُّ الذكـرِ بالحصـى أو النـوى .

المرحلــة الثانيــة : عَـدُّ الذكـرِ بالحصـى أو النـوى منظومـاً فـي خيـط . ( الســبحة )

المرحلــة الثالثــة : عَـدُّ الذكـرِ بآلـة حديثـة مُصَنَّعَـة .

والـرد علـى هـذه المراحـل الثـلاث كالآتـي :

Ø لا يصـح حديـث فـي مشـروعية عـد الذكـر بالحصـى أو النـوى :

=========================================

فالأصـل فـي العبـادات التوقـف حتـى يــرد الدليـل الصحيـح 0 وفـي الإنكــار علـى مَـنْ سـبح بالحصـى آثـار عن ابـن مسـعود وكل أسـانيده كالشـمس صحـة ، وصراحـة فـي النهـي والإنكـار .

ـ عـن عمـرو بـن سـلمة الهَمْدَانـي ـ رحمه الله ـ قـال : " كنـا نجلـس علـى بـاب " عبـد الله بـن

مسـعودِِ " قَبْــل صـلاة الغــداةِ ، فـإذا خـرجَ مَشَـيْنَا معـه إلـى المسـجدِ ، فجاءنـا " أبـو موسـى

الأشـعريّ " ، فقـال : أَخَـرَجَ إليكـم أبـو عبـد الرحمـن بعـدُ ؟


قلنـا : لا .

فجلـس معنـا حتـى خــرجَ ، فلمَّـا خــرجَ قُمنـا إليـه جميعـاََ ، فقـال لـه أبـو موسـى : يـا

أبـا عبـد الرحمـن ! إني رأيـتُ فـي المسـجد آنفـاً أمْـراََ أنكرتُـهُ ، ولم أرَ والحمـدُ للهِ إلا خيـراََ ، قـال : فما هـو ؟

فقـال ـ أي أبـي موسـى ـ : إنْ عِشْـتَ فسـتراه ، قــال ـ أي أبـي موسـى ـ رأيـتُ فـي

المسـجد قومـاً حِلَقـاً جلوسـاً ، ينتظـرون الصـلاة ، فـي كـلَّ حَلْقـةِِ رجُـلُُ ،

وفـي أيديهـم حصـى فيقـول :

سـبحوا مائـةََ ، فيسـبحون مائـةََ .

قـال ـ أي عبـد الله بـن مسـعود ( أبـو عبـد الرحمـن ) ـ : فمـاذا قلـتَ لهـم ؟ .

قـال ـ أي أبـي موسـى الأشـعري ـ : مـا قلـتُ لهـم شـيئاََ انتظـارَ رأيـك .

قــال ـ ابـن مسـعود ـ : أفـلا أَمَرْتَهُـم أنْ يَعُــدُّوا سَيئَاتِهِـمْ وضَمِنــتَ لهـم أن لا يضيــعَ مِـنْ حسـناتِهِم شـيء ؟ .

-4-

ثـم مضـى ومضينـا معــه ، حتـى أتـى حَلْقـةََ مِـنْ تلـك الحِلَــق ، فوقـفَ عليهـم ، فقـال :

مـا هـذا الـذي أراكـم تصنعـون ؟

قالـوا : يـا أبـا عبـد الرحمـن ! ... حصـى نَعُـدُّ بـهِ التكبيـر والتهليـلَ والتسـبيحَ ،

قـال : فَعُـدُّوا سـيّئاتِكم فأنـا ضامِـنُُ أنْ لا يضيــع مـن حسـناتِكم شـيءُُ ،

ويْحَكُـمْ يـا أُمَّــةَ محمـد ! ... مـا أسـرعَ هلَكَتَكُـمْ ! ... هـؤلاءِ صحابـةُ نَبِيكُـم ـ صلى

الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافـرون ، وهــذه ثيابُـهُ لم تَبْـلَ ، وآنيتُـه لم تُكْسَـرْ ،

والـذي نفسـي بيـده إنكـم لعلـى مِلّـةِِ هـي أهـدى من مِلّـةِ محمـدِِ ، أو مفتتحـو بـابَ ضلالـةِِ ؟

قالـوا : واللـه يـا أبـا عبـد الرحمـن ! مـا أردنــا إلا الخيـر

قـال : وكـم مـن مُريـدِِ للخيـرِ لـن يُصِيبَـهُ ، إنَّ رسـولَ اللــهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

حَدَّثَنَــا : " إن قومـاََ يقــرَؤون القـرآنَ ، لا يُجـاوِزُ تَرَاقِيَهُـمْ ، يَمْرُقُـونَ مـنَ الإسـلام

كمـا يمـرقُ السـهمُ مـن الرَّمِيَّـةِ " .

" وايْـمُ ( 1 ) اللـه " مـا أدرِي لعــلَّ أكثرَهُـم منكـم ! ... ثـم تولَّـى عنهـم ... فقـال

عمـرو بـن سـلمة : فرأينـا عامَّـةَ أولئـك الحِلَـق يطاعنونـا يـومَ النَّهْـرَوَان مـع الخـوارج

( أخرجه الدَّارمي . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ج : 5 / حديث رقم : 5002 ) .

( 1 ) وايْـمُ : كلمـة قسـم . همزتهـا وصـل . المعجـم الوجيـز / ص : 31

قـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ :

وإنمـا عُنِيـتُ بتخريجـه مـن هـذا الوجـه لقصّـة ابـن مسـعود مـع أصحـاب الحلقـات ،

فـإنّ فيهـا عِبـرة لأصحـاب الطـرق وحلقـات الذِّكْـرِ علـى خـلاف السـنة ، فـإن هـؤلاء إذا

أنكـرَ عليهـم مُنْكِـرٌ مـا هـم فيـه اتهمـوه بإنكـار الذِّكْـرِ مِـن أصلـهِ ! ... وهـذا كُفْـر

لا يقـع فيه مسـلم فـي الدنيـا ، وإنمـا المُنكَـر مـا أُلْصِـق به مِـنَ الهيئـات والتجمّعـات

التـي لم تَكُـنْ مشـروعة علـى عَهْـد النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وإلا فمـا

الــذي أنكــره ابـنُ مسـعود ـ رضي الله عنه ـ علـى أصحــاب تلـك الحَلَقـات ؟ ...

ليـس هـو إلا هـذا التجمّـع فـي يـوم مُعَيّـن ، والذكْـر بعـدد لـم يَـرِد ، وإنمـا يحصــره الشـيخُ

صاحـبُ الحَلْقـة ، ويأمرهـم بـه مـن عنـد نفسـه ، وكأنـه مشـرِّع عـن اللـه ـ تعالـى ـ


{ أَمْ لَهُـمْ شُـرَكَاء شَـرَعُوا لَهُـم مِّـنَ الدِّيـنِ مَـا لَـمْ يَـأْذَن بِـهِ اللهُ ... } .

سورة الشورى / آية : 21 .

زد علـى ذلـك أن السـنة الثابتــة عنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فعـلاً وقـولاً إنمـا هـي التسـبيح بالأنامـل .

-5-

ومـن الفوائــد : التـي تؤخــذ مـن الحديـث والقصـة ، أن العِبــرة ليسـت بكثــرة العبـادة ،

وإنّمـا كَوْنهـا علـى السُّـنّة ، بعيـدة عـن البدعـة ، وقـد أشـار إلـى هـذا " ابـن مسـعود " ـ رضي

الله عنه ـ بقولـه : " اقتصـادٌ فـي السـنة ، خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـة


ومـن الفوائــد : أن البدعـة الصغيـرة بريـدٌ إلـى البدعـة الكبيـرة ، ألا تـرى أن

أصحـاب تلـك الحلقـات صـاروا بعـدُ مِـنَ الخـوارج الذيـن قَتَلَهُـم الخليفـة

الراشـد علـيُّ بـن أبـي طالـب ؟ ... فهـل مِـنْ مُعْتَبِـر ؟ ! ।



نُظُـمُ الفَرَائِـد . ج : 1 / ص : 211 .

Ø عـد الذكـر بالحصـى وغيـره :

====================

* مخالـف لهديـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

ـ قـال عبـد الله بـن عمـرو ـ رضي الله عنه ـ : " رأيـتُ رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى

آله وسلم ـ يعقـد التسـبيح بيمينـه " .

صحيح سنن أبي داود ( 1346 ) . نظـم الفرائـد / ص : 423 .

* مخالـف لأمـره ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :


ـ عـن حُمَيصَـةَ بنـت ياسـر ، عـن يسـيرة ، أخبرتهـا أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى

آله وسلم ـ : أمرهـن أن يراعيـن بالتكبيــر والتقديـس والتهليـل ، وأن يعقــدن

بالأنامـل ( 1 ) ، فإنهـن مسـؤولات مسـتنطقات " .

صحيح سنن أبي داود ج : 1 / ص : 280 / حديث رقم : 1329 . حسـن .

( 1 ) أنملـة : المفْصِل الأعلـى الـذي فيـه الظفـر مـن الإصبـع ، والجمـع أنامـل وأنُمـلات .

لسـان العـرب / ج : 11 / ص : 679 .

والأنملـة : مَفْصِـل الأصابــع وهـو مـا بيـن كـل أنملتيـن .

لسـان العـرب / ج : 11 / ص : 521 .

-6-

* شـبهـات والـرد عليهـا :

==================

ترجـم الشـيخ عبـد اللطيـف بـن محمـد بـن أحمـد أبـي ربيـع فـي المجلـد الثانـي : نُظـم الفرائـد

ممـا فـي سلسـلتي الألبانـي مـن فوائـد : بـاب : بدعيـة التسـبيح بالسُّـبحة والحصـى والنـوى

فـإن قيـل قـد جـاء فـي بعـض الأحاديـث التسـبيح بالحصـى ، أنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أقـرَّه ،

فـلا فــرق حينئــذ بينـه وبيـن التسـبيح بالسُّـبحة ... قلـت : هــذا قـد يُسـلّم لـو أن الأحاديـث فـي ذلـك صحيحـه ، وليـس كذلـك فغايـة مـا رُوِي فـي ذلـك :

1 ـ عـن سـعد بـن أبـي وقــاص أنـه دخــل مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى امـرأة ، وبيـن يديهـا نـوَى أو حصـىً تُسـبِّح بـه ، فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أخبـرك بمـا هـو أيسـر عليـك مـن هـذا أو أفضـل ؟ " ... فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " سـبحان الله عـدد مـا خلــق فـي السـماء ..... " الحديـث رواه أبـو داود ( 1 / 235 ) . والترمـذي ( 4 / 277 ـ 278 ) .

فالحديـث إسـناده منقطـع . ولا يخلـو مـن علـة الجهالـة فأنـى للحديـث الصحـة أو الحُسْـن ؟ .

2 ـ عـن صفيـة قالـت : " دخـل علـيَّ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وبيـن يـديّ أربعــة آلاف نـواة أسـبح بهـنّ ... فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يـا بنــت حُيَـيّ ! مـا هـذا ؟ ... قلـت : أسـبح بهـنَّ ... قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : قــد سـبحتُ منذ قمـتُ علـى رأسـك أكثــر مـن هـذا ... قلـت : علمنـي يـا رسـول الله ! ... قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : قولـي سـبحان الله عـدد مـا خلـق الله مـن شـىء ... " .

أخرجـه الترمـذي ( 4 / 274 ) .

وضعفـه الترمـذي ... قـال الحافـظ فـي " التقريــب " : ضعيـف وممـا يـدل علـى ضعـف هذيـن الحديثيــن ( حديـث سـعد ، وحديـث صفيــة ) أن القصــة وردت عـن ابـن عبـاس بـدون ذكــر الحصـى ولفظـه ، قـال :

عـن جويريـة أن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ... خـرج مـن عندهـا بكــرة حيـن صلَّـى الصبـح ، وهـي فـي مسـجدها ، ثم رجـع ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بعـد أن أضحـى وهـي جالسـة ، فقــال : مازِلْـتِ علـى الحـال التـي فارقتـك عليهـا ؟ ... قالـت : نعـم ... قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لقـد قلــتُ أربـع كلمـات ثـلاث مـرات ، لـو وُزِنَـتْ بمـا قلــتِ منـذ اليـوم لوزنتهـنَّ :

-7-

سـبحان الله وبحمـده ، عـدد خَلْقـه ، ورضـا نفسـه ، وزِنـة عرشِـه ، ومـداد كلماتـه " .

أخرجـه مسـلم ( 8 / 83 ـ 84 ) ، والترمـذي ( 4 / 274 ) وصححـه النسـائي فـي " عمـل اليـوم والليلـة " ، وابـن ماجـه ( 1 / 23 ) ، والإمـام أحمـد فـدل هـذا الحديـث علـى أمريـن :

الأول :


أن صاحبـة القصـة هـي جُويريـة ، لا صفيـة كمـا فـي الحديـث الثانـي ! .

الآخــر :


أن ذكـر الحصـى فـي القصـة مُنكَـر ، ويؤيـد هـذا إنكـار عبـد اللـه بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ علـى

الذيـن رآهـم يَعُـدُّون بالحصـى ولـو لـم يكـن فـي السـبحة إلا سـيئة واحــدة ، وهـي

أنهـا قضـت علـى سـنة العـد بالأصابـع ، أو كـادت ، مـع اتفاقهـم علـى أنهـا أفضــل ،

لكفـى ، فإنـي قلمـا أرى شـيخًا يعقـد التسـبيح بالأنامـل

3 ـ حديـث أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًـا : " كـان ـ صلى الله عليه وعلى

آله وسلم ـ : يسـبح بالحصـى " ... إسـناده واه جـدًا ( بيـان ذلـك السلسـلة 1002 )


وهــذا الحديــث يخالـف مـا ثبـت عـن عبـد الله بـن عمـرو ـ رضي الله عنه ـ قـال :

" رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يعقـد التسـبيح بيمينـه " .

رواه أبـو داود بسـند صحيـح .

4 ـ حديـث : ( نِعـمَ المُذَكِّـر السُّـبحة ، ..... " .

موضـوع . السلسـلة الضعيفـة ( 83 ) .

ولـو لـم يكـن فـي السـبحة إلاَّ سـيئة واحـدة ، وهـي أنهـا قضـت علـى سـنة العـدّ بالأصابـع ، أو كـادت ، لكفـى ! ।

ومـا أحسـن مـا قـال الشـاعر :

وكـلُّ خيـرٍ فـي اتبــاعِ مَـنْ سَـلَفْ

وكـلُّ شـرٍّ فـي ابتــداع مَـنْ خَلَـفْ

-8-

فالسـنة فـي عـدّ الذكـر المشـروع عـدّه ، إنمـا هــو باليـد ، وباليمنـى فقـط ، فالعـدّ باليسـرى

أو باليديـن معًـا ، أو بالحصـى ... كـل ذلـك خـلاف السـنة ، ولـم يصـح فـي العـدّ

بالحصـى فضـلاً عـن السُّـبْحَـة أو ..... ، شـيء

والحمــد لله حمــدًا كثيــرًا طيبًــا مباركًــا

وصــلِ اللهــم علـى محمـد وعلـى آله وصحبــه وسَـلِّم .

***********


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيح نفحات شهر الله المحرم

    بسم الله الرحمن الرحيم هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند رؤية هلال كل شهر قال الإمام الح...